الكلاسيكو .. بين كلمات ولكمات

لم يتبق سوى يوم على الكلاسيكو، هي ساعات معدودة .. وعندها سوف تحبس الجماهير أنفاسها لمتابعة أقوى وأعنف المواجهات في الدوري الاسباني،  لا .. بل وعلى مستوى العالم.

برشلونة يدخل اللقاء وفي جعبته 65 نقطة متقدماً على اقرب مطارديه "ريال مدريد" بفارق "نقطة"، وتبحث "الكتيبة الكتالونية" عن تأمين الصدارة وتوسيع الفارق مع "الفريق الملكي" لضمان لقب "الليجا" بنسبة كبيرة خاصة بعد ابتعاد "البعبع" اتلتيكو مدريد عن المنافسة بعد ان رمت كتيبة سيميوني "المنديل الأبيض" مبكراً، ليبقى اللقب حائراً بين خزائن البرشا والميرنغي.

ويعتبر لقاء الكلاسيكو بالنسبة للفريقين أشبه بـ"معركة"، حيث يفقد لاعبو الفريقين أعصابهم وتركيزهم نتيجة للتوتر الكبير والضغوط الجماهيرية والاعلامية التي تصب كل اهتمامها على هذه القمة، وتعتني بالتفاصيل الكبيرة والصغيرة التي تسبق المواجهة.

"الخروج عن المألوف" أصبح شيء متوقع في الكلاسيكو، فلم ننسى المعارك الطاحنة السابقة بين القطبين، ولكننا نأمل في هذا الكلاسيكو بان يتغيّر الحال وأن يدرك لاعيو الفريقين بأن ما يفعلوه يخجل فعله الأطفال، خاصة أنهم يمتلكون من الخبرة ما يكفي للتعامل مع مثل هذه المباريات الحساسة.


ويعد الكلاسيكو بحد ذاته لقاء آخر بين "البرغوث الارجنتيني" ليونيل ميسي هداف الليجا برصيد 32 هدف و"صاروخ ماديرا"  كريستيانو رونالدو وصيف الهداف برصيد 30 هدف، حيث يطمح كلا اللاعبين بالتألق واثبات الذات امام الآخر.

ويدخل المدربان لويس انريكي و كارلو أنشيلوتي في حرب ثانية، حيث يبحث الاسباني انريكي عن "رد الاعتبار" بعد ان تلقى الخسارة الاولى له في الكلاسيكو في مباراة الذهاب بنتيجة 3-1 ، بينما يأمل الايطالي انشيلوتي "فك النحس" الذي يلازمه بـ"الكامب نو"، الذي لم يسبق له بأن يحقق أي انتصار على هذا الملعب.

ضغوط كبيرة سوف تلاحق المدربين قبل وخلال وبعد اللقاء، حيث يطالب المدربين باختيار التشكلية المناسبة والقراءة الفنية السليمة ، بحيث يجب على المدرب الاسباني اللعب بخطة منطقية والابتعاد عن الفلسفة الغير مبررة كما حدث في لقاء الذهاب بعد ان وضع الظهير الايسر جوردي ألبا ولاعب خط الوسط الكرواتي راكيتيتش على مقاعد البدلاء قبل ان يزج بهم في وقت متأخر من اللقاء.

ويعتبر الكلاسيكو فرصة مناسبة للمدرب انشيلوتي لمصالحة الجماهير التي بدأت تصب جام غضبها على المدرب الايطالي، لا بل ايضا اصبحت منزعة من بعض اللاعبين امثال كريستيانو رونالدو وغاريث بيل وايكر كاسياس، فبعد ان كانت الجماهير تتغني بإنجازات الفريق الملكي العام المنصرم الذي حقق الرباعية " كأس اسبانيا ،دوري أبطال اوروبا ،كأس السوبر الاوروبي ،كأس العالم للأندية" ، اصبحت تطلق صافرات الاستهجان وتطالب بإقالة الجهاز الفني وطرد بعض اللاعبين من الفريق.

المدرب بحد ذاته هو انسان ويحتمل الخطأ ، ولكن يجب علينا ان لا نعلق دائماً الخسائر وسوء أداء الاعبين على شمّاعة المدربين، فاللاعبون والجماهير هم أيضاً من يتحملوا المسؤولية كما يتحملها المدرب.

لكننا نأمل بمشاهدة متعة كروية، حافلة بالأهداف والمهارات والروح الرياضية، وان يتحلى لاعبو الفريقين بالانضباط البدني والنفسي، خاصة أن لعبة كرة القدم هي فن وذوق واخلاق.

 ونتمنى أيضاً بان يعترف كل فريق بأحقية الفريق الآخر بالفوز، والابتعاد عن الاستفزاز بالتصريحات "خلف الكواليس" أو امام وسائل الاعلام.

0 commentaires: